muah

MyHotComments.com

ابحث معى

6‏/7‏/2008

المدونات وتحقيق الذات لدي الشباب

مقالة قرأتها ورأيت انها تمثل واقع ولأول مرة اقرأ فى جريدة رسمية ومن مسئول مقالة تطالب التفاعل مع المدونين بل وتتحدث بأسلوب راقى بعيدا عن محبى الصخب والهلس والهجوم دون النظر للجوهر .
لقد قرأت تلك المقالة فى جريدة الاهرام التى هاجمت المدونين من قبل بقلم الدكتور على الدين هلال وزير الشباب الاسبق الذى مازلت اعتبر ان ذلك الرجل لديه فكر محترم وراق منذ ان كان وزيرا وله العديد من المواقف المساندة للشباب ذلك رأيى فيه الذى سجلته عن بعد من مركز الاحداث ولكن بعيدا عن ذلك دعونا نقرأ مقالته التى تحمل ارقام لها دلالات هامة وينهيها بتساؤل غاية فى الاهمية .
انتشر تعبير الفضاء الإلكتروني للدلالة علي هذا العالم الافتراضي الواسع الذي يرتبط بالاستخدامات المتعددة لشبكة الإنترنت والتي تشمل المواقع الإلكترونية والمدونات وأنشطة التجارة الإلكترونية والطب الإلكتروني والتسويق الإلكتروني إلي غير ذلك من مجالات الحياة‏,‏ ويمكنك أن تجد علي الإنترنت ليس فقط الجرائد اليومية التي تصدر بكل لغات العالم ولكن ايضا جرائد ومجلات يقتصر وجودها علي الشبكة فقط وكذا آلاف الكتب التي صدرت بشكل ورقي ويمكن الاطلاع عليها وطبع نسخة من علي الإنترنت.‏ ‏

ومن اهم مجالات هذا الفضاء الالكتروني مجال التدوين والمدونات ويقصد بالتدوين قيام شخص أو مجموعة من الاشخاص بتدوين مايعن له من أراء وأفكار وتسجيل اجتهادات وتبني مواقف بشأن القضية التي تهمه ودعوة الآخرين الي التعليق عليها‏.‏ والتدوين ظاهرة حديثة يعود ظهورها الي عام‏1996‏ أي من‏12‏ عاما فقط ثم سرعان ماانتشرت في كل ارجاء الدنيا‏,‏ لذلك‏,‏ احسن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عندما نشر دراسة بعنوان‏:‏ المدونات المصرية فضاء اجتماعي جديد وذلك ضمن السلسلة الشهرية المهمة التي يصدرها بعنوان تقارير معلوماتية ‏

وتضيف هذه الدراسة الكثير لكل المهتمين والمراقبين للتغيرات الجوهرية التي تحدث في البنية التحتية لمصادر الثقافة والتعلم والتعبير والحوار بين الشباب المصري‏.‏ وفي مجال تحليل هذه الدراسة واستخلاص بعض نتائجها المهمة يمكن التركيز علي اربعة موضوعات‏.‏

أولها:‏ ان التدوين هو تعبير مباشرعن الذات فالمدون يعبرعن فكره وانطباعاته وردود فعله ويمارس حريته بشكل مستقل عن أي فرد آخر‏,‏ ويستطيع ان تكون له مساحته ومجاله الخاص به علي الانترنت والذي يستطيع من خلاله أن يعبر عما يختلج بداخله من مشاعر وأحاسيس ومن اهتمامات وأولويات‏,‏ التدوين يعبر أيضا عن رغبة في المشاركة وعن سعي للتواصل مع الغير‏,‏ فالشخص الخامل او السلبي أو غير المهتم بقضايا عامة او هذا المنكفيءعلي ذاته عادة لايقوم بالتسجيل والتدوين‏.‏ ‏
المدونات بهذا المعني هي تعبير عن الحرية الشخصية للانسان وكأي حرية فإنها تطرح إشكالية العلاقة بين حرية الفرد وحرية الآخرين والمجتمع‏,‏ وهل يكون من حق الفرد وهو يعبر عن فكره أن يسيء او يحتقر حريات الآخرين ومعتقداتهم‏,‏ أضف الي ذلك مايحدث احيانا من خلط واضح في بعض المدونات بين المعرفة والمعلومات من ناحية وتداول الشائعات التي لاتستند الي أي اساس من ناحية أخري‏.‏ وقد كان هذا الموضوع مجالا لحلقة نقاش مهمة نظمهاالمجلس القومي لحقوق الانسان ‏

وثانيها‏:‏ان التدوين ظاهرة عالمية‏,‏ فحسب الدراسة فإنه يوجد عدد‏70‏ مليون مدونة في العالم وذلك في ابريل‏2007‏ ويزداد هذا الرقم بعدد‏120‏ الف مدونة جديدة يوميا اي‏84‏ مدونة في الدقيقة الواحدة‏,‏ وخلافا لما قد يتوقعه الكثيرون‏,‏ فإن اكبر عدد من المدونات مكتوب باللغة اليابانية‏(37%)‏ يليها الانجليزية‏(36%)‏ أما المدونات باللغة العربية فإنها لاتمثل سوي‏(0.7%)‏ من اجمالي المدونات في العالم‏.‏ ‏
ولم تكن مصر استثناء من هذا التطور فبدأت أنشطة التدوين فيها عام‏2001‏ ثم انتشرت بعد ذلك بسرعة كبيرة واتجه قطاع من الشباب لاستخدامها كأداة للتعبير عن انفسهم ومواهبهم ومواقفهم وقدراتهم‏,‏ ثم تطورذلك الي التوظيف السياسي لهذه المدونات كانعكاس لحالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر من عام‏2005.‏ وفي أبريل‏2008‏ بلغت المدونات المصرية عدد‏160‏ ألف مدونة بنسبة‏(30.7%)‏ من إجمالي المدونات العربية و‏(0.2%)‏ من المدونات علي مستوي العالم‏.‏ ‏
وثالثها‏:‏ ان المدونات المصرية ظاهرة شبابية ترتبط اساسا بمدينة القاهرة‏,‏ فتشير الدراسة ان عدد المدونين المصريين بلغ‏162.2‏ الف تقع الغالبية العظمي منهم في الشريحة السنية من‏20‏ ـ‏30‏ سنة‏,‏ وأن‏(82.1%)‏ منهم يقيمون في القاهرة بينما يوجد‏(11%)‏ في محافظات الوجه البحري و‏(6.8%)‏ في محافظات الوجه القبلي وهكذا فإن مؤشرات التمايزالتعليمي والاقتصادي والاجتماعي والاقليمي تظهر بوضوح في هذا التوزيع‏.‏ ‏
ورابعها‏:‏ ان المدونات المصرية متنوعة الاهتمامات والأولويات وغير صحيح أنها ذات طابع سياسي في المقام الاول‏,‏ فالمدونات ذات الطابع السياسي تمثل‏(1809)‏ من اجمالي عدد المدونات بينما تتوزع المدونات الاخري علي الاهتمامات ذات الطابع الشخصي والفنون والآداب والقضايا الاجتماعية الاخري‏,‏ ومن الملاحظات المهمة ان المدونات ذات الطابع الديني لاتتجاوز نسبة‏(7%)‏ وذلك خلافا لنسبة الكتب الدينية في مجال النشر أو النشاط الديني بصفة عامة في المجتمع‏,‏ كما يلاحظ ان المدونات التي تهتم بالعلم والتكنولوجيا تمثل‏(4%)‏ فقط وهو مايشير الي مكانة هذا المجال بين المدونين‏,‏ كما يلاحظ اخيرا ان‏(67.8%)‏ من هذه المدونات مكتوب باللغة العربية التي تختلط فيها العامية بالفصحي أما البقية فهي إما مكتوبة باللغة الانجليزية او بخليط من اللغتين‏,‏ ويعكس ذلك حقيقة ان نسبة‏(20.8%)‏ من المدونات المصرية يتم تدوينهافي دول اخري غير مصر‏.‏ ‏
لقد تزايد الاهتمام بالتدوين والمدونات واصبحت مجالا مهما للحوار والتفاعل بين الشباب‏,‏ وعدد الشباب المتابعين والمنخرطين في هذا النشاط يتزايد يوما بعد يوم‏.‏ وهو عادة من الشباب المتعلم الراغب في المشاركة والتعبير والمتطلع إلي مزيد من الانجاز الشخصي والعام‏,‏ والمجتمعات الناهضة لاتضع نفسها في تناقض مع تلك النخبة من شبابها ولكنها تسعي إلي بناء جسور التواصل وإيجاد لغة مشتركة للتفاهم والنقاش معهم‏,‏ والسؤال هو‏:‏ هل هناك شباب غاضب علي صفحات المدونات ؟ الإجابة نعم‏..‏ وهل توجد اسباب مفهومة لهذا الغضب ؟ والإجابة ايضا نعم‏..‏ ويبقي ان مسئولية المجتمع والاجيال الاكبر سنا والاكثرخبرة هي ادارة الحوار مع هؤلاء الشباب في الفضاء الالكتروني ومن خلال التفاعل مع المدونات والمدونين حتي يتم توجيه طاقة الغضب والحماس الي مسارات بناءة تساعد علي تحقيق مستقبل افضل لكل واحد من هولاء الشباب‏.
الى هنا انتهت مقالة الدكتور على الدين هلال ولكن هل من هناك من يحلل دلالاتها ؟

هناك 3 تعليقات:

•√أريـ السمر ـج√• يقول...

بوست جميل .. و المقالة تحمل العديد من التساؤلات المهمة و التى لن تجد أجابة أبدااااااا

الشباب في أرض الواقع غير مهتم بهم ما بال في المدونات الا اذا تم الأهتمام لدواعي أعتقال مثلا كما حصل من قبل

دمت بكل الخير
و أسعدني المرور

مصــــري يقول...

هيثم

كيف الحال؟وايه أخبار الجو في الصعيد؟

المقالة رائعة ومن شخص محترم زي ما سيادتك ذكرت.

والأحصائيات الموجودة دي لو صحيحة - ولا أظن العكس - يبقي المدونات قوة حقيقية لا يستهان بها،وان كنت أتمني زيادة عدد المدونات الهادفة.

بالتدوين يكتب المقهورين التاريخ ولأول مرة.

تحياتي
أسامة

ميرا ( وومن ) يقول...

هيثم

مقالة هادفة وتساؤلات في محلها لن تجيب عليها سوي الأيام القادمة

ريما نتحول من هذا العالم الإفتراضي لقوة فاعلة في المجتمع

تحياتي

بحث مع دليل المدونين المصريين