الحلقة الأولى
عالم آخر احسست بداخله كأنى انتقلت الى كوكب آخر غير عالمى الخاص . عالم ظاهره ملئ بالفرح والابتعاد عن الهموم والمشكلات التى نعانيها الا انى وجدت فى باطنه العذاب لمن هن بداخله ويعملون فيه داخلهم احلام ماتت وقصص لو رأيناها فى اى فيلم سينمائى مهما كانت عبقرية وواقعية القائمين عليه لما صدقناها . عالم يبيع فيه الجميع نفسه لاجل المال لاجل الشهوات عالم تهدر فيه كرامة الانسان بكل سهولة .
حملت معى قصص واقعية حدثت امامى ومعى شخصيا لفتيات يعملون فى ذلك العالم البعيد عنا . علنا نعلم كم تعانى تلك الفتيات وما الاسباب التى دفعتها الى الخوض فى ذلك العالم القاسى . ما احمله معى يحمل جزء معين فى تلك الحياة الا انه هناك من دخلن ذلك العالم بكل ارادتهم .
ولنبدأ بأول قصة واجهتها وهى التى دفعتنى لخوض ذلك العالم ومحاولة معرفة اسراره .
فى احدى الليالى فكرت فى زيارة صديق لى وذهبت اليه بالفعل ولكنى بمجرد دخولى مسكنه وجدت بداخله ما اشبه بالسوق حيث هناك من يفترش الارض ومن يجلس فى كل مكان وامامهم كل انواع المكيفات فاستغربت جدا حيث ان صديقى هذا لم له فى كل ما رأيته فآثرت الانسحاب ولكن ما ان فكرت فى الدوران للخلف والخروج من ذلك المكان . وقد فوجئت ببنت تسحبنى من ذراعى وهى تترنح من كثرة الشرب وتقول لى .
هى: رايح فين مش هتقضى الليلة معانا
انا : بكل اندهاش من موقفها . لأ انا ماليش فى الشرب ولا فى الحاجات التانية دى
هى : امال ايه اللى جابك . بغيظ
انا : اللى جابنى انسان كنت زمان بحترمه لكن للأسف يظهر انه راح وسط زحمة الحياة
هى : بكل اندهاش معناه ايه كلامك ده
انا : معناه كبير مش هتقدرى تفهميه وانتى ضايعة وغرقانة فى بحر مالوش آخر
هى : تركتنى وجرت الى الحمام وتركت الماء تنساب على رأسها علها تفوق مما هى فيه
ثم خرجت وقالت لى اريد ان افهم ما قلت
انا : طيب انا اقولك بس ممكن تحكيلى ايه السبب اللى حولك لبنت ليل ومش بتفوقى من المخدرات علطول وبعدها افهمك ايه اللى انا قولته
هى : جلست على اقرب كرسى وسرحت بعيدا كمن يتذكر ايما يرجو ان تعود ولا يتمنى عودتها فى نفس الوقت .
انا : اقتربت منها وقولت لها متسكتيش السكوت بيموت الانسان اتكلمى واحكيلى يمكن اقدر اشيل عنك حاجة وبعدين انتى مش هتخسرى
هى : نظرت لى بعيون حزينة وقالت لى من يوم ولادتى وانا وحيدة فى دنيا العذاب لقد تألمت كثيرا فلم اعرف لى اما فقد توفت والدتى وهى تلدنى وبعدها بثلاث سنوات وانا مازلت طفلة توفى والدى وتركنى لزوجته التى تزوجها من بعد امى فلم يكن لى اى اقارب غيرها وهى منذ وفاة والدى وهى تسقينى من كأس العذاب الى ان اكملت الثالثة عشر من عمرى زوجتنى الى ابن اخيها حتى تستولى على ميراثى .ابن اخيها ذلك كان عمره 28 عاما وكان متزوج ويقيم فى احدى دول الخليج واتى ليأخذنى بين يوم وليلة وأخذنى الى هناك حتى اعمل خادمة لزوجتيه ولم اعرف اى معنى لحياتى حتى اكملت السابعة عشر من عمرى وان اتذوق كل يوم الاهانات . وعدت الى مصر بعد عذاب واستجداءات كثيرة وشكوت لزوجة ابى وطلبت منها ان تطلقنى منه ولكنها قابلتنى بأقذع الالفاظ وطردتنى من بيتها الذى هو بيتى انا بالأساس فلم اجد امامى اى طريق سوى ان اسافر القاهرة على اجد صديقة لى هناك تعرفت عليها فى الخارج . ذهبت وبعد معاناة توصلت الى منزلها ولكنى وجدتها مازالت فى الخارج ولم تأت . فماذا افعل فى ظلمة الليل وانا لا اعرف اى شخص فى تلك المدينة الكبيرة جلست على احد الارصفة بالقرب من بيتها ونظرت الى السماء وافكر ماذا افعل ونظرت ناحية مسكنها وجدت جارتها التى اخبرتنى بعدم وجودها تراقبنى من شباكها فماذا افعل .
وانا مازلت افكر اذا بجارتها تأتى الى جانبى وتطلب منى الذهاب معها الى مسكنها والمبيت معها الى الصباح ولم يكن امامى الا الذهاب معها وانا لا ادرى ما يحاك من خلف ظهرى وطمأتنى بأنه لا يوجد غيرها هى وزوجها . وحضرت لى غرفة مستقلة وتركتنى لأنام .
انتظروا فى الحلقة القادمة ما يحدث لها فى صلاة الفجر